یادداشت ها

(قرآنی ـ حدیثی ـ فقهی ـ ادبی)

(قرآنی ـ حدیثی ـ فقهی ـ ادبی)

قال الله تعالی فی سورة آل عمران:

لا یَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْکَافِرِینَ أَوْلِیَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِینَ  وَ مَن یَفْعَلْ ذَلِکَ فَلَیْسَ مِنَ اللَّهِ فىِ شىَ‏ْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً  وَ یُحَذِّرُکُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ  وَ إِلىَ اللَّهِ الْمَصِیرُ(28)

لغة «تقاة»

التهذیب:

ثعلب عن ابن الأعرابیّ: التُّقاة وَ التقیَّة و التقوَى و الاتِّقاءُ کلُّه واحدٌ.

 

الصحاح:

التُّقَاةُ: التَّقِیَّةُ. یقال: اتَّقَى تَقِیَّةً و تُقَاةً، مثل اتَّخَمَ تُخَمَةً.

 

المخصص:

و التُّقَى- الاتِّقاء و هو مصدر خُصَّ به المعتل و هو عند سیبویه فُعَل و یقال تُقًى و تُقَاة و فی التنزیل «إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً»

* قال الفارسى* فان قلت و لم لا تَجْعَل تُقَاة مثل رُمَاة فی الآیة فتکون حالا مؤکدة فان المصدر أَوْجَهُ لأن القراءة الاخرى «إلَّا أن تَتَّقُوا منهم تَقِیَّةً» فهذا أشبه و ان کان هذا النحو من الحال قد جاء و تُقًى عند أبى اسحق تُعَل لان البدل کالزیادة و للنحویین فیه تعلیل قد أوضحته فیما مضى من الکتاب‏

 

التبیان:

(تقاة) أصله وقاة فأبدلت الواو المضمومة تاء استثقالا لها، لأنهم یفرون منها إلى الهمزة تارة و إلى التاء أخرى فأما التاء فلقربها من الواو مع أنها من حروف الزیادة. و أما الهمزة فلأنها نظیرتها فی الطرف الآخر من مخارج الحروف مع حسن زیادتها أولا، و وزن تقاة فعله مثل تؤدة، و تخمة و تکأة،

و هی مصدر اتقى تقاة، و تقیة، و تقوى، و اتقاء.

مجمع البیان:

تقاة وزنها فُعَلَة نحو تؤدة و تخمة فهما جمیعا مصدرا اتقى تقیة و تقاة و اتقاء و تقوى.

و أصله وُقاء إلا أن الواو المضمومة أبدلت تاء استثقالا لها فإنهم یفرون من ضمة الواو إلى الهمزة و إلى التاء فأما التاء فلقربها من الواو مع أنها من حروف الزیادات و أما الهمزة فلأنها نظیرتها فی الطرف الآخر من مخارج الحروف مع حسن زیادتها أولا.

 

لسان العرب:

و قوله تعالى: إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً؛ یجوز أَن یکون مصدراً و أَن یکون جمعاً، و المصدر أَجود لأَن فی القراءة الأُخرى: إِلا أَن تَتَّقُوا منهم تَقِیَّةً؛ التعلیل للفارسی. التهذیب: و قرأَ حمید تَقِیَّة، و هو وجه، إِلا أَن الأُولى أَشهر فی العربیة.

 

تاج:

و قولهُ تعالى: إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً، یجوزُ أنْ یکونَ مَصْدراً، و أَنْ یکونَ جَمْعاً، و المَصْدَرُ أَجْوَدُ لأنَّ فی القِراءَةِ الأُخْرى: منهم تَقِیَّةً، التَّعْلِیل للفارِسِیِّ؛ کذا فی المُحْکم.

و فی التهذیب: قَرَأَ حمید تَقِیَّةً، و هو وَجْهٌ، إلَّا أَنَّ الأُولى أَشْهَرُ فی العربیَّةِ.

قُلْتُ: قَوْل ابنِ سِیدَه و أن یکونَ جَمْعاً، قالَ الجَوْهری: التُّقاةُ التَّقِیَّةُ، یقالُ اتَّقَى تُقْیَة و تُقاةً مِثْل اتَّخَمَ تُخَمَةً.

و حکَى ابنُ برِّی عن القزَّاز: تُقًى جَمْع تُقاةٍ مِثْلُ طُلًى و طُلاةٍ.

قُلْتُ: و رَواهُ ثَعْلَب عن ابنِ الأعْرابی و قالَ: هُما حَرْفان نادِرَانِ.

 

روح المعانی:

و أصل تُقاة وُقَیَة بواو مضمومة و یاء متحرکة بعد القاف المفتوحة فأبدلت الواو المضمومة تاء کتجاه و أبدلت الیاء المتحرکة ألفا لتحرکها و انفتاح ما قبلها و وزنه فعلة- کتخمة، و تؤدة- و هو فی المصادر غیر مقیس و إنما المقیس اتقاء- کاقتداء- و قرأ أبو الرجاء، و قتادة «تقیّة»- بالیاء المشددة و وزنها فعلیة و التاء بدل من الواو أیضا.

 

 

اعراب « تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً »

 الکشاف:

«إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً: إلا أن تخافوا من جهتهم أمراً یجب اتقاؤه. و قرئ: تقیة. قیل للمتقى تقاة و تقیة، کقولهم: ضرب الأمیر لمضروبه».

جمالی: فیکون حینئذ «تقاة» مفعولاً به، بعد أن ضُمّن معنی الخوف فی الفعل. و «المتقی» فی قوله «قیل للمتقى تقاة و تقیة» بصیغة اسم المفعول، کما أن الجار و المجرور یکون حینئذ متعلقاً بمحذوفٍ نعتاً مُقدَّماً علی «تقاةً».

 

اعراب القرآن و بیانه:

« منهم متعلقان بتتقوا، و تقاة منصوب على المفعولیة المطلقة و المعنى تتقوا اتقاءً، و المصادر یتناوب بعضها بعضا، و یجوز أن یکون مفعولا به على تضمین «تتقوا» معنى الخوف أی إلا أن تخافوا من جهتهم أمرا یجب اتقاؤه»

جمالی: مادة «و ق ی» اذا صیغت فی باب الافتعال فیتعدی بنفسه الی المفعول به و لا یتعدی الیه بالجارّ. فقوله « منهم متعلقان بتتقوا » لا یخلو عن الاشکال، الا أن عرضت ظاهرة التضمین، التی لا یعتقدها المؤلف هنا ظاهراً.

 

المیزان:

« الاتقاء فی الأصل أخذ الوقایة للخوف ثم ربما استعمل بمعنى الخوف استعمالا للمسبب فی مورد السبب و لعل التقیة فی المورد من هذا القبیل. »

جمالی: أخذ المؤلف رحمه الله أصل الکلام فی استعمال الاتقاء بمعنی الخوف من مفردات الراغب.

 

روح المعانی:

قوله تعالى: إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا على صیغة الخطاب بطریق الغیبة، استثناء مفرغ من أعم الأحوال، و العامل فیه فعل النهی معتبرا فیه الخطاب أی لا تتخذوهم أولیاء فی حال من الأحوال إلا حال اتقائکم، و قیل: استثناء مفرغ من المفعول لأجله أی لا یتخذ المؤمن الکافر ولیا لشی‏ء من الأشیاء إلا للتقیة مِنْهُمْ أی من جهتهم. و- من- للابتداء متعلق بمحذوف وقع حالا من قوله تعالى: تُقاةً لأنه نعت النکرة و قد تقدم علیها.

و المراد- بالتقاة- ما یتقى منه و تکون بمعنى اتقاء و هو الشائع، فعلى الأول یکون مفعولا به لتتقوا، و على الثانی مفعولا مطلقا له، و مِنْهُمْ متعلق به، و تعدى- بمن- لأنه بمعنى خاف، و خاف یتعدى بها نحو وَ إِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً [النساء: 128] فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً [البقرة: 182] و المجرور فی موضع أحد المفعولین و ترک المفعول الآخر للعم به أی ضررا و نحوه.

 

التحقیق:

تُقاة: فی الأصل «وُقَیَة» علی وزن «فُعَلَة»، فأبدلت الواو المضمومة تاءً کما أبدلت الیاء ألفاً لتحرکها و انفتاح ما قبلها. و هی مصدرٌ للفعل «اتّقی یتّقی اتّقاءً». کما فی الحدیث: «اتَّقُوا اللَّهَ تُقَاةَ مَنْ شَمَّرَ تَجْرِیداً» أَی اتَّقوهُ کتقیَّةِ مَنْ شمَّرَ عن ساقِ الجِدِّ تَشمیرَ تجریدٍ لنفسِهِ عن غیرِ طاعاتِهِ و مراضیهِ.

و إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً: استثناء مفرغ. و ذلک کما نقول: «لا تَضربوا الطفلَ الا أن تُؤَّدبوه».

و أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً: مصدرٌ مؤولٌ مضافٌ الیه لاسمِ زمانٍ محذوفٍ نحو «وقت» و «حین»، کما فی قوله تعالی «انّ الانسان لیطغی أن رآه استغنی». و الاصل: « إِلَّا حینَ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً ».

و مِنْهُمْ: بمعنی «مِن جانبهم»، حالٌ للمحذوف و هو «الأذی» أو نحوه، حُذِفَ لوضوحه. کأنه قال: « تَتَّقُوا الأذی مِنْهُمْ »

و تُقاةً: مفعولٌ مطلقٌ بمعنی اتقاء.

و معنی الآیة: «لا تتخذوهم اولیاءَ الا حینما تأخذوا التولّیَ الظاهریَّ وقایةً من الأذی الذی یأتی من جانبهم اتقاءً».

 

نظرات (۰)

هیچ نظری هنوز ثبت نشده است

ارسال نظر

ارسال نظر آزاد است، اما اگر قبلا در بیان ثبت نام کرده اید می توانید ابتدا وارد شوید.
شما میتوانید از این تگهای html استفاده کنید:
<b> یا <strong>، <em> یا <i>، <u>، <strike> یا <s>، <sup>، <sub>، <blockquote>، <code>، <pre>، <hr>، <br>، <p>، <a href="" title="">، <span style="">، <div align="">
تجدید کد امنیتی